مدينة أطلانتس المفقودة

0
مدينة أطلانتس المفقودة
تعدّدت التعريفات والآراء حول أطلانتس المفقودة (بالإنجليزيّة: Atlantis)، وتُعرف أيضاً باسم أتلانتيكا (بالإنجليزيّة: Atlantica)، ويقال بأنّها واحدة من الجُزر الأسطوريّة الواقعة في منطقة المحيط الأطلسيّ، وتحديداً في الجهة الغربيّة التابعة لمضيق جبل طارق.[١] وانتشرت أسطورة أطلانتس منذ حوالي 2500 عام، واستخدمت للإشارة إلى مجتمع يتميّزُ بامتلاكه مجموعة من الإنجازات المتطوّرة، سواء في مجال الهندسة، أو العمارة والمباني، أو القوّة العسكريّة، أو الموارد الطبيعيّة. ومن التعريفات الأُخرى لأطلانتس أنّها مكان يمتلك حجم قارة، ويحتوي على الكثير من النباتات، والحيوانات، والمياه النقية، والتربة الغنية، وغيرها من المميّزات الأُخرى.[٢]



قصة مدينة أطلانتس المفقودة
صارت القصّة الخاصّة بمدينة أطلانتس وحضارتها المفقودة جُزءاً من الخيال البشريّ للعديد من السنوات، ولم تظهر أية معلومات أو دلالات تاريخيّة وأثريّة حولها، أمّا الظهور الأوّل لقصّتها فيعود إلى وصف الفيلسوف أفلاطون لها من خلال تأليفه نصاً حواريّاً بعنوان تيمايوس، يصف فيه حواراً بين سقراط وفيثاغورس، ويُشارك في هذا الحوار شخص صوفيّ اسمه كريتياس من خلال كلامه حول مدينة أطلانتس.[٣]



وصف مدينة أطلانتس المفقودة
حرص الفيلسوف أفلاطون على تقديم وصف حول مدينة أطلانتس، فأشار إلى أنّها أفضل مكانٍ يعيش فيه المهندسون والمعماريون، كما قال بأنّها تحتوي على مجموعة من الموانئ، والمعابد، والأرصفة، والقصور، وأن أطلانتس بُنيت على تلّةٍ يُحيط بها الماء على شكل مجموعة من الحلقات المرتبطة مع بعضها البعض عن طريق الأنفاق، وساهم ذلك في السماح للسُفن بالإبحار فيها، إذ تشكّل حلقات الماء هذه باتّصالها قناة كبيرة جداً تتصل مع المحيط.[٤]



أسطورة مدينة أطلانتس المفقودة
يُشير الفيلسوف أفلاطون في مُؤلفاته إلى أن مدينة أطلانتس المفقودة حكمها إله البحر اليونانيّ بوسيدون، والذي حرص على استخدام أطلانتس للتعبير عن تقديره لزوجته عن طريق بناء بيت كبير لها على إحدى التلال في وسطها. كما يُوضّح الفيلسوف أفلاطون أن سُكّان المدينة هم من المهندسين الذين امتلكوا تكنولوجيا متطوّرة ومُتقدمة تفوق مناطق عالميّة أُخرى، أمّا سُكّان القُرى من الطبقة الثريّة في أطلانتس فقد سكنوا الجبال، أمّا نهاية الأسطورة الخاصة بمدينة أطلانتس فتكون بغضب الإله زيوس، ولكن لا تُخبر هذه النهاية إذا قرّر زيوس تدمير مدينة أطلانتس أمّ لا، فهي تكتفي بذكر وعيد زيوس بأن يلقّن أطلانتس درساً عنيفاً.[٤]



نظريات عن مدينة أطلانتس المفقودة
ظهرت العديد من النظريات حول مدينة أطلانتس المفقودة، وحرصت جميعها على توفير أسباب لاختفاء هذه المدينة، كما ساهمت في رسم صور حول شكلها وطبيعتها، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ هذه النظريات:[٥]

أطلانتس كانت قارة: هي النظرية التي تُشير إلى مدينة أطلانتس على أنّها كانت قارة ظهرت في منتصف المحيط الأطلسيّ، وتعرضت للغرق المفاجئ، وترتبط هذه النظرية مع إدراك أن أطلانتس هي مكان موجود بالفعل، وليست أسطورة من تأليف أفلاطون، وظهرت هذه النظرية في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد من خلال كتاب المؤلّف إغناتيوس دونيلي وعنوانه "أطلانتس - عالم قبل الطوفان"، واحتوى الكتاب على جدل حول الإنجازات التي ظهرت في العالم القديم، وربطها الكاتب مع وجود حضارة ذات بيئة متقدمة، وقدّم دونيلي وصفاً عن أطلانتس قائلاً بأنّها قارة غرقت بالماء بناءً على المكان الذي حدّده أفلاطون في المحيط الأطلسيّ، والمشار له بالصخور الموجودة عند مضيق جبل طارق.
اختفت أطلانتس في مثلث برمودا: هي نظرية اشتقت أفكارها من أفكار الكاتب دونيلي؛ إذ إنّ الكثير من المُؤلفين حرصوا على التوسّع في دراسة وإنشاء النظريات والتوقعات حول مكان أطلانتس، ومن أهمّ أولئك الكُتّاب تشارلز بيرليتز الذي ألّف الكثير من الكُتب حول الظواهر والأحداث الخارقة، ومن التوقعات التي أشار لها بيرليتز أن أطلانتس كانت موجودة بالفعل، وهي من القارات الواقعة مقابل جُزر البهاما، ولكنها اختفت في مثلث برمودا، ويشير بعض الأشخاص الذين يؤيدون هذه النظرية إلى عثورهم على آثار طُرقات وجدران مقابل ساحل بيميني، ولكن درس العلماء هذه الجدران والطُرقات، وتمكّنوا من الوصول إلى أنها مجموعة من الأشكال الطبيعيّة.
أطلانتس هي أنتاركتيكا: هي النظرية التي تُشير إلى أن أطلانتس ليست إلّا صورة متطوّرة عن أنتاركتيكا في الوقت الحالي، وتنتمي هذه النظرية إلى تشارلز هابود من خلال كتابه المنشور في سنة 1958م بعنوان "قشرة الأرض المتحوّلة"؛ حيث يرى هابود أن القشرة الأرضيّة شهدت تحوّلاً قبل حوالي 12,000 عام، ونتج عن ذلك تغيّر مكان أنتاركتيكا من موقعها إلى موقع بعيد جداً، كما يقول إن هذه القارة شكّلت موقعاً لواحدةٍ من الحضارات المُتقدّمة، وأدّى التغيّرُ في موقعها إلى دفن الحضارة الأطلنطسيّة تحت الجليد.
رواية أسطوريّة: هي النظرية التي تُخبرُ أن مدينة أطلانتس ليست إلّا مكاناً خياليّاً، أمّا قصة فقدانها فهي مشتقة من أحد الأحداث التاريخيّة، والمرتبطة بالفيضان الذي أثّر في البحر الأسود تقريباً في سنة 5600 ق.م، وكان البحر الأسود في ذلك الوقت عبارةً عن بحيرة تُشكّل نصف حجمه في العصر الحالي، وانتشرت حوله الكثير من الحضارات التي واجهت الفيضانات القادمة من ماء البحر.
الحضارة المينويّة هي أطلانتس: هي نظرية تقول إن أطلانتس هي الحضارة المينويّة التي وجدت خلال الفترة الزمنيّة بين 1600 إلى 2500 ق.م، وهي حضارة ظهرت على جزيرتي تيرا وكريت إحدى الجُزر التابعة لليونان، وينتمي شعب الحضارة المينويّة إلى الحاكم الأسطوريّ مينوس، كما يُشار إلى أن هذه الحضارة هي الأولى في قارة أوروبا، وقد احتوت على العديد من الطُرق والقصور الجميلة.
اختراع أفلاطون لأطلانتس: هي النظرية التي تربط بين أفلاطون واختراعه لمدينة أطلانتس؛ أي أنها لم تكن موجودة فعليّاً، بل ظهرت نتيجةً لأفكار أفلاطون، وأن الحسابات الأفلاطونيّة لوجود أطلانتس ليست سوى خيال.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مدينة أطلانتس المفقودة

مدينة أطلانتس المفقودة تعدّدت التعريفات والآراء حول أطلانتس المفقودة (بالإنجليزيّة: Atlantis)، وتُعرف أيضاً باسم أتلانتيكا (بالإنجليزيّة...

عداد الزوار

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إعلانات

cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبارLoading...

تقرير عن الانرنت

أهمية الإنترنت: مما لا شك فيه أن وجود الإنترنت قد أحدث تغييراً جذرياً في واقع المجتمعات، من طريقة الحصول على المعلومات و الأخبار إلى تغيير طرق التواصل بين البشر، إلى تسهيل حياتنا بتسيير طرق دفع الفواتير و الشراء و التجارة الإلكترونية، و بالتالي فالإنترنت فعلاً قد فرض واقعه علينا و أصبح من أساسيات حياتنا، بل و حتى أصبح حقّاً من حقوق الإنسان في بعض الدول. الإنترنت هو حصيلة المعرفة البشرية على مر العصور ، متاحةً للجميع للحصول عليها و الإستفادة منها، كل ما علينا فعله للحصول عليها أن نبحث عن ما نريد في محركات البحث المختلفة و سنجد كل ما نريد، طبعاً سنجد من النتائج ما هو جيد و صحيح و يمكن الإستفادة منه، و سنجد أيضاً المعلومات العشوائية الغير منظمة و المنقولة و التي يجب إهمالها، و بالتالي التحقق من مصدر المعلومة أمراً لا بد منه. اختيار المعلومة الصحيحة: قبل التسليم بنتائج البحث على الإنترنت، لا بد أن نعرف أن الإنترنت مصدر مفتوح للمعلومات ، و تحميل البيانات على الإنترنت متاح للجميع، و بالتالي، المعلومات المتاحة ليست بالضرورة أن تكون كلها صحيحة، بل و المعلومات هذه قد تكون مكررة و منسوخة و متناقلة كما هو واقع المنتديات العربية هذه الأيام، و بالتالي يجب عدم التسليم بصحة أي معلومة قبل التأكد من عدة مصادر و اختيار الأفضل و الذي يكون غالباً الهيئة المسؤولة عن المعلومة، إذاً يفضل دوماً البحث عن المعلومة على الإنترنت، و التأكد من صحتها في الموقع أو الهيئة الرسمية المختصة عن المعلومة، و إذا لم يكن هذا المصدر متاحاً يجب أن نبحث عن أفضل المصادر ثقةً مثل موسوعة الويكيبيديا أو بعض المواقع التي تقدم محتوى ذو ثقة مثل الجرائد الكبيرة ذات المصداقية المعروفة و المدعومة بمصادر للمعلومات، كما يجب تجنب النتائج المكررة عبر الإيميل أو عبر المنتديات و التي تكون عادةً فارغةً من المحتوى المدعوم بمصادر. أنواع المعلومات المتاحة على الإنترنت: يقدم الإنترنت معلومات متنوعة تشمل كل مناحي و الحياة من معلومات صحية، ثقافية، علمية، مهارات يدوية و حرفية، وصفات طبخ، معلومات تاريخية و جغرافية و فضائية، و مواد ترفيهية و نكت و غيرها، كما أن تقديم هذه المعلومات يتم بطرق مختلفة، فمنها ما يطرح بشكل سردي مباشر، و منها ما يطرح بشكل تفاعلي مع الزوار، و منها ما يقدم بشكل أدوات تعليمية مدعومة بالصورة و الصوت و الفيديو. كما أن الإنترنت يعد مصدراً مفتوحاً للحصول على المعلومات التجارية عن منتج ما، إن كان صناعي أو تقني أو استهلاكي، كما  و يمكن الحصول من الإنترنت على ملفات البرامج  التي تساعدنا في إتمام عملنا و يمكننا من الإستماع إلى الأغاني التي نحبها و المحطات الإذاعية التي نريدها و أن نشهد مقاطع الفيديو و أن نشاهد بعض القنوات الفضائية ببحث حي و مباشر. كما و تقدم بعض المواقع أخباراً تحدث على مدار الساعة، و بالتالي أصبح الإنترنت أسرع وسيلةً للحصول على الأخبار. التواصل عبر الإنترنت: تغير شكل التواصل بين البشر، إذ لم تعد الرسائل البريدية هي أكثر أنواع التواصل إنتشاراً، و قد قدم الإنترنت خدمات للتواصل عبره مثل المسنجر و المواقع الإجتماعية ، هذه الخدمات التي تتميز برخص التكلفة مقارنةً مع الإتصالات الهاتفية و بلحظية التواصل وسهولته، و إمكانية التواصل مع مجموعات في وقت واحد. التسوق عبر الإنترنت: من الخدمات المهمة التي قدمها لنا الإنترنت خدمة التسوق عبره، و هذه الخدمة باختصار هي شراؤنا لحاجياتنا أو بعضها عن طريق الإنترنت و الدفع بإحدى طرق الدفع الإلكترونية، مثل بطاقة الإعتماد و التحويلات البنكية، و قد سهلت هذه الطريقة العمليات التجارية كثيرا، إذ تستطيع الآن و بسهولة شراء مستلزماتك عبر الإنترنت  و ستصلك بأيام قليلة عن طريق شركات التحويل، و لكن يجب مراعاة قواعد الأمان عند الشراء عبر الإنترنت و قد كتبتك سابقاً عن هذا الموضوع تحت عنوان: الشراء الآمن عبر الإنترنت. من أمثلة مواقع الشراء عبر الإنترنت موقع DX الذي تحدثت عنه في هذا الموضوع.  الربح من الإنترنت: يمكن الإستفادة من الإنترنت مادياً بالعديد من الطرق، منها تصميم و تركيب المواقع، إنشاء مدونة و الإستفادة من عرض الإعلانات فيها، عرض خدمات يمكنك تقديمها و تسويقها عبر الإنترنت، يمكنكم الإطلاع على موقع إربح لمساعدتكم في البدء بالربح من الإنترنت. تطوير الذات و تطوير المهارات: قدم الإنترنت و ما زال يقدم إمكانية التواصل بين المهتمين بمجال معين عبر خدمات المنتديات التخصصية و المجموعات، و بالتالي يمكن لأي شخص تحسين مهاراته و معلوماته في اختصاص عمله بمتابعة هذه المجموعات و بالتواصل مع زملائه في المهنة و بتبادل الخبرات بمنتهى السهولة و اليسر، كما و قدم العديد من المواقع المتخصصة في تطوير مهارة ما مثل تطوير مهارة اللغة عبر استخدام مواقع تدريبية مثل BBC و غيرها، أو تطوير مهارة تصميم و تطوير المواقع عبر مواقع مثل مدرسة W3C و غيرها. الإنترنت سلاح ذو حدين: كما يقدم الإنترنت المعلومات المفيدة و التي تنير حياة مستخدمه فهو أيضاً يقدم المعلومات السلبية، مثل المعلومات الإباحية و المعلومات التي تحرض على العنف و الطائفية و الكره، و على هذا ينبغي على الأهل مراقبة أطفالهم باستمرار و استخدام برامج فلترة المواقع مثل فلتر الأمان و تعلم كيفية تشغيله و كيفية إضافة كلمات ممنوعة من البحث. واقع الإنترنت عربياً: ما زال الإنترنت يقابل بالحجب و الإستهجان و الإستخفاف من الكثير من الحكومات العربية، و بالتأكيد فهو لا يلقى الدعم الملائم لتطوير المحتوى العربي على الإنترنت و لهذا ما زال المحتوى العربي على الإنترنت ضعيف و ينبغي تقديم الدعم الملائم له لتطويره و إغنائه. دعوة للشباب العرب للنهوض بالمحتوى العربي على الإنترنت: أقدم دعوتي لجيل الشباب لتقديم خبراتهم و معلوماتهم و إغناء المحتوى العربي على الإنترنت ، و هذا سهل و يسير و يمكن الآن عن طريق الأدوات المنتشرة مثل البلوجر أو الووردبريس إنشاء مدونة تقدمون فيها المعلومات المفيدة التي ستساهم بالتأكيد من رفع قدرات العرب العلمية و الثقافية. دعوة إلى الحكومات العربية: أقدم هنا دعوتي إلى الحكومات العربية لدعم مشاريع إغناء المحتوى العربي  و إلى اتمتة خدماتها و إلى تبني مواقع لعرض تاريخ و حاضر و خطط المستقل للبلد و تسهيل الحصول على المعلومات الحكومية و إلى تقريب الحكومات من الشعوب بتسهيل تواصل الناس مع حكوماتهم و تقديم الإقتراحات عبر الإنترنت. دعوة إلى جامعة الدول العربية: أدعو جامعة الدول العربية إلى تبني مهمة تصفية و تدقيق المحتوى العربي  و هذا بإنشاء لجنة مختصة بهذا الموضوع، و عرض هذه النتائج بموقع عربي واحد يتسم بالثقة و القدرة عل المنافسة عبر تقديم المحتوى الصحيح بسهل بسيط و مؤرشف على غرار موسوعة الويكيبيديا، و إلى توسيع مهام هذه اللجنة مستقبلاً لترخيص المواقع العربية الراغبة و مراقبة محتواها دورياً لضمان جودة المحتوى العربي. في النهاية أتمنى أن يجد المحتوى العربي الموثوق طريقاً له في سحابة الإنترنت بما يسهم بتطوير واقع الإنترنت العربي. الحقوق محفوظة لموقع طارق دوت نت، يسمح النقل مع ذكر المصدر: موقع طارق دوت نت

إشترك بالمدونة

200.704 إشترك بالقائمة البريدية

تابعنا على

سجل دخولك وانضم الينا

Translate

اخر المعلقين

مواضيع الشهر

تابعنا على

مواضيع الاسبوع

اخر المعلقين

مواضيع الاسبوع

cond='data:blog.pageType != "static_page"'>
أحدث الأخبار
Loading...

Find Us On Facebook

المشاركات الشائعة